أكاديمية يامرسال

مهتم بالتعلم عن العملات الرقمية وعالم الحوالات, أكاديمية يامرسال تحوي أكثر من ذلك

رحلة النجاح تبدأ بالتخطيط || أهمية دراسة جدوى المشاريع

95
0
Reading Time: 4 minutesReading Time: 4 minutes

تعد دراسة جدوى المشاريع أمرًا حيويًا في عالم الأعمال، حيث تمثل هذه العملية الخطوة الأساسية لضمان نجاح أي مشروع.

فتحليل الجوانب المالية والفنية والاقتصادية يساعد على تقييم الفرص وتحديد الاستثمارات الأمثل لمسار المشروع. لذا تعمل دراسة الجدوى كأداة هامة لاتخاذ قرارات صائبة، وتقوم بتوفير رؤية واضحة حول تكاليف التشغيل والتوقعات المستقبلية، مما يسهم في تحقيق استدامة ونجاح المشروعات.

 في هذا السياق، تظهر أهمية دراسة جدوى المشاريع قبل البدء بتنفيذها بشكل لا يمكن الاستغناء عنه. فإن نجاح أي مشروع يعتمد بشكل أساسي على دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع لمعرفة مدى إمكانية نجاح هذا المشروع وما الصعوبات التي قد تواجهه.

ما المقصود بدراسة الجدوى للمشاريع؟

دراسة الجدوى للمشاريع هي عملية تقييم متكاملة تهدف إلى تحليل الجوانب المالية والاقتصادية والتنظيمية والتسويقية والفنية لمشروع معين قبل بدء تنفيذه.

يعتبر الهدف الرئيسي من دراسة الجدوى للمشاريع هو تحديد ما إذا كان المشروع مستدامًا وقابلًا للتنفيذ والاستمرار من الناحية الاقتصادية والتنظيمية.

لذا تقوم دراسة الجدوى بتقييم التطبيق العملي للمشروع أو النظام كجزء من دراسة الجدوى. ويتم إجراء التحليل الموضوعي والعقلاني للأعمال أو المشروعات المحتملة لتحديد نقاط القوة والضعف، والفرص والتهديدات المحتملة، والموارد اللازمة للتنفيذ، وآفاق النجاح النهائية. 

يجب أخذ معيارين في الاعتبار عند الحكم على جدوى المشروع، هما: التكلفة المطلوبة لتنفيذ هذا المشروع وتشغيله، والقيمة المتوقعة لإيرادات المشروع.

تعرف على: أبرز أخطاء المستثمرين عند إعداد دراسات الجدوى

خطوات ومراحل تنفيذ دراسة الجدوى للمشروع:

تعتبر دراسة جدوى المشاريع سلسلة من الخطوات المتتالية المترابطة فيما بينها وكل خطوة من هذه الخطوات تشكل نقطة أساس للخطوة والمرحلة التي تليها. 

دراسة الجدوى المبدئية:

تعد دراسات الجدوى المبدئية بمثابة دراسات استطلاعية سريعة تستهدف التوصل الى حكم أولي لاحتمال تحقيق مشروع الاستثمار للأهداف المرجوة منه.

بمعنى آخر هي التحقق من وجود دلائل تشير إلى إمكانية نجاح المشروع وعدم وجود عوائق تمنع نجاحه.

فإذا لم تظهر موانع جوهرية لتنفيذ مشروع الاستثمار وتوفرت احتمالات النجاح له تبدأ مرحلة إعداد دراسات الجدوى التفصيلية.

ولكي يحكم على فكرة الاستثمار أنها تؤدي إلى مشروع استثماري ناجح فلا بد أن تحقّق الاعتبارات التالية:

  • أن يكون لها سوق مناسب في الوقت الحالي وفي المستقبل.
  • وجود آفاق نمو لسوقها في المستقبل.
  • ان تكون تكاليف الإنتاج والتسويق متساوية أو أقل نسبياً من تكلفة المنافسين.
  • أن يتسم الطلب على المنتجات الخاصة بالمشروع حال تنفيذه بأقل درجة من المخاطرة.

وإذا أظهرت نتائج دراسة الجدوى المبدئية عدم وجود موانع تحقق نجاح المشروع يتم البدء بإعداد دراسة الجدوى التفصيلية.

اقرأ أيضاً: طريقة FIRE نحو حلم التقاعد المبكر والاستقلال المالي

دراسة الجدوى التفصيلية:

وتتألف دراسة الجدوى التفصيلية من المراحل التالية: 

دراسة الجدوى التسويقية:

تعد هذه الدراسة الخطوة الأولى في دراسات جدوى مشاريع الاستثمار التفصيلية.

 إذ تهتم هذه الدراسة بتحديد حجم الطلب  من خلال دراسة السوق بشكل تفصيلي وثم تحديد الفئة المستهدفة وفق عدة اعتبارات:

  • الجنس.
  • العمر.
  • الدخل.
  • مستوى الثقافة.
  • المستوى التعليمي.

وبعد الانتهاء من دراسة حجم الطلب على المنتج  الذي سينتجه المشروع يتم تحديد الفجوة السوقية أو تحديد الفرصة المتاحة لدخول السوق. وكذلك تحديد العرض الكلي المتوقع على المنتج وتحديد قدرة المشروع على سد الفجوة السوقية. ويتم تحديد ذلك بالاعتماد على التنبؤ بالطلب الذي نتج عند تحديد حجم الطلب.

في ضوء دراسة الجدوى التسويقية يتخذ قرار الدخول إلى السوق أو عدمه وكذلك قرار الاستمرار في دراسات الجدوى التفصيلية للمشروع أو توقفها.

يتم الحكم بإكمال دراسات الجدوى في حال توافرت في منتج المشروع ميزة تنافسية لا تتوفر بالمنتجات المنافسة له في السوق الحالية. مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتج واستقطاب أكبر عدد من العملاء والمستهلكين.

دراسة الجدوى الفنية:

يقصد بها الحكم على إمكانية أو قابلية تنفيذ المشروع من الناحيتين الفنية والهندسية. وتعتبر هذه الدراسة إحدى الأركان الأساسية التي تستند عليها كافة دراسات الجدوى التالية.

وفي هذا الصدد تكمن أهمية دراسة الجدوى الفنية للمشروع في أنها تساعد على تحديد الحجم الممكن لمشروع الاستثمار  في ضوء الطاقة الإنتاجية المتاحة. كما تساعد أيضاً  في اختيار الموقع المناسب للمشروع، وفي اختيار نظام الإنتاج  واختيار التنظيم الداخلي للمشروع. ثم استناداً لما سبق تحديد كافة الاحتياجات اللازمة لإنشاء وتشغيل مشروع الاستثمار.

وعلاوةً على ما ذكر فإن دراسة الجدوى الفنية تمد القائمين على دراسات الجدوى بالمعلومات اللازمة لتقدير التكاليف الرأسمالية للمشروع.

البيانات والمعلومات المطلوبة لدراسة الجدوى الفنية:

  •  بيانات ومعلومات عن السوق: يتم الحصول عليها من خلال دراسة الجدوى التسويقية وتتضمن الطلب المتوقع، مواقع الاستهلاك، متطلبات تسليم الخدمة.
  • بيانات ومعلومات عن المنتج: يتم تحديدها إما في مرحلة اختيار فكرة المشروع أو في مرحلة دراسات الجدوى التسويقية وتتضمن مستوى الجودة، مواصفات التصميم.
  • بيانات ومعلومات عن المواد الخام: ويتم استنتاجها من خلال تحديد مواصفات المنتج وتشمل مدى وفرتها، توصيفها، مواقع إنتاجها أو توريدها أو الفترة الزمنية لاستلامها بعد إصدار أوامر التوريد. 
  • بيانات ومعلومات عن التمويل: تتعلق بمدى وفرة التمويل المطلوب للموارد البشرية التي تتطلبها طبيعة هذا المشروع. 

وتتمثل مكونات دراسة الجدوى الفنية للمشروع بـ:

  1. تقدير الطاقة الإنتاجية للمشروع.
  2. تحديد الحجم الأمثل لمشروع الاستثمار.
  3. اختيار الموقع الأمثل لمشروع الاستثمار.

بعد إجراء دراسة الجدوى الفنية يتم وضع تصوّر نهائي لنتائج تلك الدراسة. ومن خلال هذا التصوّر يتم الحكم على مدى توافر مقومات النجاح لمشروع الاستثمار من الناحية الفنية والهندسية. وبعد ذلك يتم اتخاذ قرار بالانتقال الى المراحل التالية من دراسات الجدوى أو التوقف عند هذا الحد.

دراسة الجدوى المالية والاقتصادية:

يقصد بدراسة الجدوى المالية التأكد من نجاح المشروع تجارياً ويحكم على ذلك من خلال العائد المالي الذي يحققه هذا المشروع.

وحتى يكون المشروع مجدياً من الناحية المالية يجب أن يحقق عائداً على الاستثمار أعلى فيما لو استثمر هذا المال في أحد المشروعات البديلة عنه.

ويعتبر المشروع ذو جدوى تجارية ومالية في حال أمكن استرداد التكاليف الرأسمالية التي أُنفقت على المشروع خلال المدة التي يحددها المستثمر لاستردادها.

وكلما أمكن استرداد التكاليف الرأسمالية في مدة أقصر كلما زادت جدوى هذا المشروع.

مكونات دراسة الجدوى المالية:

أبرز مكونات دراسة الجدوى المالية تحديد التكاليف الاستثمارية المتوقعة لمشروع الاستثمار وتحديد الإيرادات التي يحققها المشروع.

التكاليف الاستثمارية المتوقعة:  وتتمثل بتحديد رأس المال المتوقع للمشروع من بداية التفكير به وفترة إنشائه حتى تشغيله ويمكن تقسيمه إلى:

  1. تكاليف الأصول الثابتة ومصاريف التأسيس:  وهي المصاريف التي تدفع منذ بداية المشروع مثل شراء المعدات الرأسمالية. أما مصاريف التأسيس فتشمل مصاريف  التجهيز والإعداد للمشروع ومصاريف الترخيص.
  2. رأس المال العامل: والمقصود به رأس المال اللازم للتشغيل ويشمل الأموال اللازمة لشراء المواد الأولية ومصروفات التشغيل الشهرية الأخرى.

الإيرادات المتوقعة من المشروع: وهي المبالغ المالية الإجمالية التي تحققها الشركة من بيع السلع والخدمات.

وبعد دراسة هذه المكونات يتم التوصل إلى الأرباح المتوقع تحقيقها وذلك بعد طرح التكاليف التأسيسية ومصاريف التشغيل من الإيرادات المتوقع تحقيقها.

في النهاية، يتضح أن الاستثمار في دراسة جدوى المشروع يلعب دورًا حيويًا في تحديد مصير الأعمال.

 إن دراسة وتحليل الجوانب التسويقية والفنية والمالية يمنح المستثمر فهمًا عميقًا حول إمكانية النجاح في مشروعه ومواجهة التحديات المحتملة. 

إن الاستنتاج الواضح من دراسة  الجدوى هو أن التخطيط الجيد والتحليل الدقيق هما المفتاح لبناء مشروع مستدام وناجح.

أخبرنا هل تخطّط للبدء بمشروعك التجاري وتستعد لدراسة الجدوى الاقتصادية له؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *