نشهد في عصرنا الحالي حيث يسطع مستقبل الاقتصاد الرقمي تطوراً جذرياً في العمل وطبيعة التوظيف، حيث بدأت تأخذ وظائف العمل عن بعد مكاناً بارزاً في سوق العمل العالمي.
ويعزى هذا التحول إلى اعتماد الكثير من الشركات على التقنية والتكنولوجيا في تنظيم وتطبيق أعمالها وسياساتها. ومن أبرز مكونات الاقتصاد الرقمي “العمل عن بعد” الذي أسهم بفاعلية في تطوير الاقتصاد الوطني والعالمي.
لكن ما المقصود بالاقتصاد الرقمي؟ وما دوره في العمل عن بعد؟ وماذا حققت الشركات من منافع باعتمادهما؟
في هذه المقال سنجيب عن هذه الأسئلة ونوضّح هذه المفاهيم.
ما مفهوم الاقتصاد الرقمي؟
يشير الاقتصاد الرقمي إلى الأعمال والأنشطة التي تتكوّن من ارتباط الشركات والأفراد والبيانات والعمليات عن طريق التكنولوجيا الرقمية. ويشمل المعاملات عبر الإنترنت والاتصالات التي تتم بواسطة قطاعات وتقنيات متعددة (مثل تكنولوجيا الهاتف).
يختلف الاقتصاد الرقمي عن الاقتصاد التقليدي بأنه يعتمد على التكنولوجيا الرقمية وتأثيره التحويلي على الصناعات التقليدية، ويمكن تعريفه ببساطة بأنه القيمة الاقتصادية المستمدة من الإنترنت.
أدى ظهور وانتشار فيروس كوفيد 19 إلى تسارع نمو الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا، سيما مع الحظر الذي شمل أنحاء العالم مما أدى إلى تحول الكثير من أعمال المنظمات والشركات إلى الاعتماد على نظام العمل عن بعد. وهذا بدوره أدى إلى ابتكارات تساعد في تحقيق العمل عن بعد بأسهل الطرق وأفضل الوسائل والتطبيقات.
مزايا الاقتصاد الرقمي:
يوفر الاقتصاد الرقمي فوائد عديدة، ساهمت في توسعه السريع وتأثيره الإيجابي على مجموعة متنوعة من الصناعات. ومن هذه المزايا:
زيادة الإنتاجية:
يمكن للشركات تحسين إنتاجيتها وكفاءتها باستخدام التكنولوجيا الرقمية لأتمتة عملياتها.
انخفاض التكاليف:
تلغي الحوسبة السحابية والأطر الرقمية الحاجة إلى بنية تحتية مادية كبيرة مثل النفقات الرأسمالية.
وصول ممتد:
يمكن للشركات تعزيز الاقتصاد العالمي والتواجد من خلال المنصات والتقنيات عبر الإنترنت، وبالتالي توسيع قواعد عملائها وفرص السوق.
الوصول إلى المزيد من البيانات:
ينتج الاقتصاد الرقمي كميات كبيرة من البيانات التي يمكن تحليلها للحصول على رؤى واتجاهات يبنى عليها اتخاذ قرارات. كما يمكن للشركات تحليل هذه البيانات لفهم سلوك العملاء بشكل أفضل.
رضا العملاء:
يمكن للمستهلكين شراء السلع والخدمات الرقمية من منازلهم بسهولة. حيث تتيح التجارة الالكترونية تلبية احتياجات العملاء بحصولهم على المنتجات والخدمات التي يحتاجونها أينما كانوا.
الاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد
يسهم العمل عن بعد في تعزيز مخرجات الاقتصاد الرقمي من خلال توظيف التكنولوجيا بشكل فعال؛ إذ يستفيد العاملون عن بعد من استخدام التطبيقات والأدوات الرقمية التي تسهم في تنظيم العمل وتبسيط العمليات وزيادة الإنتاجية.
ويشجع هذا النمط من العمل على استخدام الحوسبة السحابية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مما يعزّز وينمّي الاقتصاد الرقمي.
كيف أثر الاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد على مستقبل الشباب؟
لم يعد هدف العمل في شركات عالمية كبيرة حلماً بعيد المنال عن الشباب الموهوب في أي بقعة يسكنها حول العالم. فسابقاً كان يحتاج الشاب الذي يرغب في العمل في الشركات العالمية أن يسافر إلى أحد فروع تلك الشركة حتى يتحقق له ذلك.
أما اليوم ومع تسارع ونمو الاقتصاد الرقمي أصبح بإمكان أي شاب يمتلك مهارات عالية العمل في الشركات العالمية دون أن يضطر للسفر إلى الدول التي تعتبر منشأ تلك الشركات. ذلك لأن اليوم تجد ملايين فرص العمل أصبحت متاحة أمام من يرغب في تطوير نفسه ودخله.
وكل ما يلزم هو تطوير المهارات والتعامل مع التكنولوجيا ومعرفة متطلبات العمل عن بعد حتى ينطلق في عالم العمل عن بعد في عصر الاقتصاد الرقمي.
اقرأ أيضاً: الحوالات المالية الرقمية والاقتصاد || ثورة في عالم المال والأعمال
كيف أثر الاقتصاد الرقمي على الشركات التي تعمل عن بعد؟
إن الشركات التي تعمل عن بعد جعلت التحول إلى الاقتصاد الرقمي أولوية من أولوياتها. حيث استطاعت بذلك أن تحقق مرحلة متقدمة من تخفيض التكاليف وخلق تدفقات وإيرادات جديدة.
لذلك فإن أثر الاقتصاد الرقمي على الشركات لا يقتصر على استخدام التكنولوجيا والحواسيب لأداء المهام التي كانت تؤدى يدوياً أو باستخدام الأجهزة التناظرية وحسب. وإنما يتعداه إلى إيجاد طرق للشركات لتجعل أنظمتها وأفرادها يعملون معاً بفاعلية أكبر من خلال التواصل الفعال والمستمر الذي يشكل العمود الفقري في الاقتصاد الرقمي.
ومن الجدير بالذكر قيام العديد من رواد الأعمال باستغلال التقنيات التي تغذي الاقتصاد الرقمي لابتكار شركات جديدة وأعمال جديدة لم يكن يُتوقع أن تكون لولا الاقتصاد الرقمي.
كما استطاعت الشركات استقطاب العديد من القدرات البشرية الماهرة دون الحاجة لأن تتواجد في منطقة جغرافية واحدة معها.
فضلاً عن أنّ الاقتصاد الرقمي وفّر بنية تحتية أساسية لإرسال الأموال واستلامها بين الشركات والموظفين عن بعد. ومن بين تطبيقات الحوالات المالية الشهيرة تطبيق يامرسال الآمن.
اقرأ أيضاً: دليل يامرسال خطوة بخطوة نحو حلول مالية متكاملة.
مستقبل الاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد:
إن الاقتصاد الرقمي يتطور بسرعة كبيرة ويشكل كيفية عيش الناس وعملهم وتفاعلهم كما يؤثر على اقتصاد الدول ومستقبلها وعلى وظائف العمل عن بعد.
من المتوقع أن تشكل الاتجاهات والتقنيات الرئيسية التالية مستقبل الاقتصاد الرقمي:
- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: يتقدم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التعلم الآلي وسيكون له دور متزايد في الاقتصاد الرقمي.
- تحويل القطاعات التقليدية: وقد يغير الاقتصاد الرقمي أيضًا الصناعات التقليدية مثل الزراعة. على سبيل المثال: يمكن للمزارعين الحصول على معلومات حول جودة المحاصيل وظروف التربة والري بمساعدة تطبيقات الهواتف الذكية.
- الاتصال الرقمي: يعد الاتصال والبنية التحتية القوية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الاقتصاد الرقمي. ومن المتوقع أن تلعب تقنيات مثل 5G دورًا رئيسيًا في تعزيز الاتصال الرقمي، مما يؤدي إلى اتصالات أسرع وأكثر موثوقية مع دعم نمو الاقتصاد الرقمي.
- التطورات في مجال الأمن السيبراني: يؤدي التبني السريع للاقتصاد الرقمي إلى تطوير تدابير الأمن السيبراني لمعالجة التهديدات السيبرانية المتطورة بشكل متزايد.
ختاماً، يعد التحول الرقمي اتجاهًا تجاريًا عالميًا يعمل على تغيير كيفية ابتكار الشركات وتبسيط العمليات باستخدام التكنولوجيا. كما يفتح المجال والآفاق الرحبة أمام من يملك مهارات تمكنه من العمل عن بعد في دخول هذا العالم واستثمار الفرص التي تتاح من خلاله.
برأيك هل من الممكن للاقتصاد الرقمي والعمل عن بعد أن يقضي على وظائف أصحاب الخبرات الضعيفة؟